ahmadessam5060 عضو مميز
عدد المساهمات : 69 نقاط : 186 تاريخ التسجيل : 26/05/2009 العمر : 29 الموقع : مصر
| موضوع: الفن القديم الأربعاء مايو 27, 2009 1:43 pm | |
| ازدهر فن الرسم والنقش البارز والغائر بمصر القديمة؛ كما تشهد بذلك جدران المقابر والمعابد. وقد تعامل الفنان مع الجدران باعتبارها أسطح رسم ونقش، وحاول استثمار كافة المساحات المتاحة. ولم يكن الرسم عمل فنان منفرد؛ لأن أعمال الرسم والنقش في مصر القديمة كانت تنفذ على ثلاث مراحل، وبإسهام عدة فئات من الفنانين: ولكل من هؤلاء مجال خبرته وتخصصه. وفي المرحلة الأولى، كانت ترسم الخطوط الرئيسية الأولية التي تعطي ملامح الشكل. ويبدأ التلوين في المرحلة الثانية؛ بداية بالمساحات الأعرض، والتقدم نحو تلوين تفاصيل الرسم. ثم تأتي بعد ذلك المرحلة الأخيرة، وفيها ترسم الخطوط الدقيقة التي تعطي التفاصيل. ويمكن القول بأنه لم تكن هناك ثمة فروق مميزة بين الرسم والتصوير والنقش. حتى وإن قسمنا النقوش إلى صنفين، نحت وحفر، فإن أيا من الطريقتين لا بد وأن تسبقها خطوة الرسم؛ لعمل التصميم الأصلي وتحديد الخطوط الأولية. واستخدمت المعاجين الملونة، في التلوين، لملئ الفراغات في الرسم. وكثيرا ما كان الفنان المصري القديم يستخدم مواد تثبيت للون، من أجل أن يطيل عمر الألوان. ولأن الفن كان مرتبطا بالعمارة الدينية، فلقد اهتم الفنان بتصوير الأرباب وتعظيمهم؛ من خلال تقديم الأنواع المختلفة من القرابين، وتسجيل الصلوات و الأناشيد. كما صور، في نفس الوقت، الأوجه المختلفة من الحياة اليومية؛ والتي قد يستمتع بها المتوفى في مقبرته ويحملها معه إلى الدار الآخرة. ولم تكن تلك المشاهد تمثل وقائع محددة أو مراحل خاصة ذات دلالة أو أهمية، وإنما كانت مشاهد تمثل أنشطة مختلفة ؛ كالزراعة والصيد والرعي واللعب والشجار. وفي تصويره للأشخاص، طبق الفنان المصري القديم قانون النسب الذي بقي مستخدما حتى زمن الأسرة السادسة والعشرين. وبموجب ذلك القانون، قسم الفنان السطح إلى مربعات متساوية رسم عليها الخطوط العامة للجسم البشري. وبناء على نسب معينة بين أجزاء الجسم، قام بملء المربعات؛ إلى أن يكتمل العمل. وتبين أن تصوير المنظر الجانبي، كان منهجا نموذجيا لتمثيل جميع أجزاء الجسم؛ وإن لم يشكل التصوير الجانبي قاعدة ثابتة. وكثيرا ما تطلب إظهار التفاصيل تصوير الشكل من أمام. وكان الفنان أحيانا يجمع بين الطريقتين؛ مثلا برسم الرأس جانبيا، والكتفين من أمام، والجزء السفلي جانبيا. واستمر الربط بين تلك الفنون والدين حتى العصر اليوناني-الروماني. وكانت النقوش الدينية والمواضيع الأسطورية، على التوابيت، من أهم معالم الفن الهلليني. وكان من أهم الإضافات التي شاع استخدامها في ذلك العصر، تصوير الوجه البشري على نحو يماثل فن التصوير النصفي (البورتريه) الحالي. كما شاعت كذلك أقنعة المومياوات والأقنعة الجنائزية التي تحمل صورة وجه المتوفى. وهذه كانت توضع مباشرة على وجه المتوفى؛ حاملة ملامح وقسمات الوجه الفعلية، لكي يتسنى لروح المتوفى التعرف على جسده. وكثيرا ما كانت التوابيت تصنع في هيئة الشخص المتوفى نفسه. وفي القرن الثالث الميلادي، كانت تعلق أيقونة للشخص بمنزله حتى وفاته؛ ثم تثبت على تابوته. واختفت تلك الأيقونات بعد القرن الرابع الميلادي؛ ولكنها عادت للظهور ثانية في القرن السادس. ويمكن إرجاع تاريخ ظهور فن تصوير الوجه أو البورتريه إلى القرن الثاني الميلادي، وقد بدأ في مقابر المسيحيين الأوائل. ولم يكن الأشخاص المصورون ، في البداية، مرتبطين مباشرة بالديانة الجديدة؛ ولكن قصص الإنجيل والمواضيع الرمزية ظهرت تدريجيا، إلى أن بدأ رسم السيدة العذراء والسيد المسيح: مباشرة، وبوضوح. ويمكن تقسيم الصور الشخصية (البورتريه) إلى ثلاثة أنواع، وفق الطريقة المتبعة في التصوير. والأولى هي طريقة التمبرا التي عرفت منذ العهود الفرعونية، واستخدمت فيها مواد لاصقة مثل الغراء وبياض البيض؛ لإعطاء اللون سمكا بسيطا (ثخانة). والثانية هي الأيقونة التي رسمت بطريقة "الأنكوستك" التي ظهرت في مصر خلال العصر الروماني، وانتشرت منتجاتها البطلمية بالإسكندرية والفيوم و الشيخ عبادة. وكانت تتأسس على خلط الألوان بالشمع مع إضافة قليل من الزيت أحيانا؛ مما أعطى الرسم مظهرا لامعا يحاكي اللوحات الزيتية. وبقيت تلك الطريقة مستخدمة حتى القرن الحادي عشر الميلادي. وأما الثالثة، فهي طريقة الفريسك (التصوير الجصي)؛ والتي استخدمت فيها ألوان الماء. وهذه طريقة بسيطة، تنبني على خلط الألوان مباشرة بالماء وحده دون وسيط آخر. وتستخدم الألوان على الجدار المبلل قبل جفافه، فيجف الاثنان سويا. وظهرت هذه الطريقة في العصر المسيحي، وإن لم تعمر طويلا. ولم تظهر طريقة التصوير في لوحات زيتية، وهي أرخص وأسهل، حتى العصر البيزنطي.
قدمت مصر للإنسانية كنوزا ثمينة من مختلف الأشكال المعمارية؛ فهي بحق بين أكثر أقطار العالم إبداعا في هذا الفن، كما ونوعا. ويمكن تقسيم الأعمال المعمارية في مصر القديمة عامة إلى نوعين، وفق مادة البناء. والنوع الأول هو لمنشآت بالطوب اللبن، وهو الذي استخدم في بناء منازل المصريين؛ منذ العصر الفرعوني، وإلى الوقت الحاضر في بعض القرى. والنوع الآخر لمنشآت بنيت بالحجر. وبمصر ثروة كبيرة من الأحجار؛ تشمل البازلت والحجر الجيري والمرمرالمصرى (الألباستر) والجرانيت وغيرها. وكانت الدولة تشرف على أعمال المحاجر لاستخراج تلك الأحجار؛ لأنها كانت تنطوي على تنظيم بعثات تقيم قريبا من المحجر، إلى أن يكتمل العمل المطلوب. واستخدمت في تلك الأعمال أدوات عديدة؛ منها المطارق والفؤوس والموازين والمكاييل والزوايا والمناقل وميزان البناء (الشاقول) ومثلث البناء وأدوات تسوية الحوائط. واحتفظ التصميم المعماري بأهميته منذ العصور الفرعونية؛ إذ كان ضروريا قبل الشروع في الأعمال الإنشائية. ولقد عثر على تصميمات معمارية مسجلة على بقايا قطع فخارية أو أحجار. ونتيجة لتواصل الأنشطة الإنشائية عبر العصور، فإن مصر كان بها حرفيون متخصصون أصحاب مهارة في الأعمال الإنشائية بتقنياتها المعقدة. وكانت حرف البناء تورث من جيل إلى جيل. وأمدت تلك الأجيال، عبر العصور، العالم بأشكال معمارية فريدة ومتنوعة؛ وأهمها تلك المشروعات التي كانت تدعمها الدولة، مثل المقابر الملكية والمعابد والسدود وغيرها. ولقد بدأ الاهتمام بالمقابر الملكية في مرحلة مبكرة من الحضارة المصرية؛ خاصة وأنها كانت تتمتع بهبة العمارة المتفردة في الدولتين القديمة والوسطى، وهي تتمثل في الأهرام التي يبلغ إجمالي المكتشف منها نحو 110 هرما. وإضافة إلى المقابر، فإن أماكن العبادة قد حظيت باهتمام خاص في مصر. وقد خصصت لها الدولة أفضل المواد. ولم تزل أرض مصر تحتضن المعابد الفرعونية والبطلمية، كما تزخر بالكنائس والمساجد. وكانت هناك، إلى جانب العمارة الدينية والجنائزية، العمارة الحربية التي تمثلت في القلاع والأبراج؛ التي تبقى منها أمثلة يرجع تاريخ أقدمها إلى الدولة الوسطى في العصور الفرعونية. كما ازدهرت العمارة المدنية متعددة الأغراض في العصر اليوناني؛ ومن أبرزها فنار الإسكندرية، ثالث عجائب الدنيا العظمى في العالم القديم. وقد أقيم الفنار في عهد بطليموس الأول، ثم أكمل في عهد بطليموس الثاني. وبلغ ارتفاع الفنار حينئذ 150 مترا، واستخدم لإرشاد السفن ليل نهار حتى القرن الخامس عشر الميلادي. والمسرح الروماني في كوم الدكة بالإسكندرية، مثال آخر؛ وقد اكتشفته البعثة البولندية الأثرية في أوائل الستينيات من القرن العشرين.
وقد حظيت العمارة متعددة الأغراض باهتمام خاص في عهود خلافة حكام المسلمين؛ ممثلة في إقامة المساجد والمدارس والقلاع والقصور والحصون والمنازل. وازدهرت العمارة العسكرية في عهد الأيوبيين، بإقامة القلاع مثل قلعة صلاح الدين وقلعة المظفر. كما حظي شكل جديد من العمارة أيضا بالاهتمام، وهو عمارة الصدقة؛ مثل بيوت الفقراء والضيافة (التكايا) والأسبلة العامة. وازدهرت مثل هذه العمارة خلال حكم المماليك؛ الذي شهد إقامة الكثير من المنازل والقصور وبيوت الضيافة والتكايا والوكالات والمدارس والأسبلة. وليس من شك في أن القاهرة التاريخية بقيت مدينة العمارة المتألقة؛ حتى نهاية الحكم العثماني؛ حيث كانت تحيطها الأسوار، ببوابات تحكم: لا يبقى منها إلى اليوم سوى باب النصر وباب الفتوح وباب زويلة. | |
|